لا شك أن وجود المساجد لاحق على الكنائس ,وربما يكون أقدم هذه المساجد البناء الملاصق لكنيسة مريم العذراء المعورف لأهالي القرية بإسم المسجد العمري ,ورغم الشكوك حول كون هذا البناء مسجدا في الأصل ,حيث يبدو من الناحية المعمارية جزءا من الكنيسة المجاورة, الا أن وجود مسجد بجوار كنيسة أمر غير مستغرب في هذه البلاد المقدسة. فقد أعتاد مسلمو فلسطين قديما على بناء مساجدهم قبالة الكنائس المسيحية أقتداءا بالخليفة الثاني عمر بن الخطابالذي أعتذر عن تلبية دعوة بطريرك القدس صفرونيوس للصلاة في كنيسة القيامة مفضلا أن يصلي خارجها خوفا من تنازع المسلمين والمسيحيين على ملكية المكان. وهي في الحقيقة لفتة ذكية من الخليفة عمر للتأكيد على أهمية التسامح والتعايش بين الأديان في هذه البلاد.
لا أحد يعرف على وجه الدقة متى ولماذا تم تحويل هذا البناء إلى مسجد ,ولا متى تم هجره, ولكن وعلى ضوء معرفتنا بعابود وأهلها لا يبدو مستغربا أن تكون السلطات الكنسية هي التي تبرعت بهذا المبنى في وقت ما ليكون مسجدا لمسلمي القرية. وهنالك أمثلة من التاريخ المعاصر تشير إلى هذا الأحتمال , فأرض كنيسة اللاتين الحالية تم التبرع بها من قبل عائلة مسلمة من القرية. هذا البناء اليوم مأهول بعائلة فلسطينية لجأت إليه بعد حرب العام 1948 ,ويؤدي مسلمو القرية صلواتهم في مسجد السلام الجديد الذي بني عام 1985 على أنقاض مسجد سابق في وسط القرية.ةإلى جانب هذا المسجد يقوم الديوان الرئيس لمسلمي القرية