موقع عابود بين شمال وجنوب فلسطين جعل منها منطقة استراتيجية.ونجد ان احدى اهم الطرق التجارية الرومانية كانت تمر منها, ويمكن ملاحظة الحجارة الصغيرة التي تتكون منها هذه الطريق التي بقيت الى ايامنا هذه في عابود.ويعتقد حسب التقليد القديم ان السيد المسيح , وفي اثناء مروره من عابود ,
كان يجلس على مكان مرتفع ليعلم الناس, وقد بذيت على هذا الموقع كنيسة قديمة تدعى بكنيسة"المسيا",والتي تعنيالمسيح,وهذه تعتبراكبر كنيسةمن حيث البناءمن بين كنائس عابودالتسع الاثرية ,الا انه لم يبقىاي اثرمن هذه الكنيسة نتيجة شق الشارع الرئيسي الذي يمر من وسطها واقامة المقابر فيها. وهنا نريد ان نتكلم عن باقي الكنائس التسع التي توجد في عابود , وهي:
1 ـ كنيسة "المسيا" او"الميسي"(كما يسمونها بالعامية):تقع هذه الكنيسة الان في وسط القرية ، وقد دمرت تماما، ولكن يعتقد انها كانت اهم واكبر كنيسة في عابود.
2 ـ كنيسة الشعيرة او"الكنيسة": وتقع بجانب كنيسة المسيا،ولكن لا يعرف عن تاريخها اي شيئ وهي مهدمة
بشكل كامل.
3- كنيسة القديس ثيودوروس: او مارتوروس" حسب التسمية الشعبية.لايعرف من هو بالتحديد هذا القديس (يمكن ان يكون قائد روماني صار مسيحيا واستشهد)، اواسم البطريرك الذي كان في فلسطين في السنة 870 م. تقع الى الشمال الغربي من القرية في اسفل المقابر المسيحية الحالية. لكن هي ايضا لم يبق منها اي اثر سوى بعض الاعمدة والقواعد والحجارة،وبعض المكعبات الفسيفسائية.
4-كنيسة القديسة بربارة: تقع على راس تلة غربي بيوت البلدة، وتظهر فيها بقايا كنيسة وكهوف وقبور ومعاصر عنب ،ويعتقدان احد هذه الكهوف واهمها كان سجنا للقديسة بربارة وضعها فيه والدها الذي اضطهدها لكونها مسيحية ومن ثم قتلها(حسب ما جاء في التقليد القديم)، وقد تم محافظة على الكهف بني جزء ليصبح مزارا تضاء فيه قناديل المتعبدين والمكرمين لهذه القديسة المشهورة في الغرب كما في الشرق ، وفي عيدها (في شهر كانون اول) من كل عام تنظم مسيرة دينية وشعبية لهاذا الكهف لكافة المسيحيين يصاحبها احتفال ديني بين الكاثوليك والارثوذكس،وهنالك اكلة شعبية تدعى "بربارة" تؤكل في هذا النهار ،الا ان قوى الاحتلال الاسرائيلي ،وبهمجيتها المعروفة،قامت بتفجير هذا الكهف المقدس ليلة31 ايار 2002 بحجة امنية كاذبة.
5- كنيسة مار سمعان(او
"سمعانة"حسب التسمية الشعبية):
على هذا الموقع شيد ديراللاتين والكنيسة الحالية ،وقد تم مؤخرا (سنة 2002و2003) اكتشاف فسيفساء جميلة ملونة في غرفتي الدير الحالي، وتم المحافظة عليها تحت ارضية زجاجية خاصة ،تظهرللعيان بشكل واضح، وتروي تاريخ هذا المكان ،الذي كان يعتقد انه يعود للعصر الاسلامي المبكر (ما بين القرن7-9)، ولكن الفسيفساء الملونة الجميلة والدقيقة الصنع ،والتي يظهر عليها شكل صليب وشكل حمامة،تثبت ان الموقع يعود لعصور اقدم،للعصر البيزنطي(ما بين القرن 4-7 ).
6- كنيسة القديسة انسطاسيا(او دير طسطاسية ،حسب التسمية الشعبية ):
تقع بين بيوت القرية الغربية الجنوبية،
وهي اكثر كنيسة لا تزال جدرانها قائمة الى الان ، وتعود الى القرنين السابع والثامن ميلادي.
7-كنيسة مارعوباديا : وتقع بين بيوت القرية الشمالية الغربية، وهي ايضا لا تزال جدرانها ظاهرة للعيان الى اليوم ،وقد زرعت في داخلها قبل حوالي مائة عام نبتة صبر كبيرة لحمايتها من عبث الناس ،الا ان قام اهل البلد ،ونتيجة الوعي لاهمية المواقع الاثرية بازالة هذه الصبرة وتنظيفها،انتظارا لعمل الحفريات الاثرية وكشف كنوزها وتاريخها.ولكن يعتقد ان اسمها من النبي عوباديا(احد انبياء العهد القديم الصغار،وصاحب سفر عوباديا في الكتاب المقدس )،ويقال ان تحت هيكلها يوجد قبر قديس او شهيد. ويعود تاريخها الى القرن السابع او الثامن ميلادي.ومنها استمدت "عابود"اسمها.
8- كنيسة "العذراء مريم"(العابودية):حسب التقليد القديم يقال ان الملكة هيلانة هي التي بنت هذه الكنيسة بنفس الفترة التي بنت فيها كنيسة القيامة والمهد، اي في القرن الرابع، وبالتالي تعتبر اقدم واهم كنيسة في عابود. الا ان الحفريات الاثرية التي قامت بها دائرة الاثار الفلسطينية سنة 1997 اثبتت ان اقدم بناء لها يعود للقرن الخامس ميلادي . هذه الكنيسة اليوم هي كنيسة رعية الروم الارثوذكس .واهم ما فيها ذلك النقش الارامي على حجر تم اكتشافه على الواجهة الجنوبية منها ،ويعتبر اهم معلم اثري في عابود وفي المنطقة، ومن التحف النادرة في فلسطين ، لانه مكتوب باللهجة الارامية الفلسطينية،
التي كانت لغة السيد المسيح ولغة اهل البلاد المسيحيين ولغاية القرن الحادي عشر على الاقل كما يكشف عن ذلك التاريخ المذكور على هذا الحجر.
9- دير الكوكب ، او دير مارالياس : ويقع خارج القرية على مدخل قرية ديرابو مشعل المجاورة لعابود ،وقد كان ديرا عامرا بالرهبان، الا ان دمر بشكل كامل وقتل رهبانه في مجزرة شنيعة في عهد الحاكم بامر الله الفاطمي
في القرن الحادي عشر ،وقد اسسه الراهب الياس العابودي، الذي نسخ بخط يده نسخة من الانجيل المقدس وبعض كتب الصلاة باللغة الارامية الفلسطينية وهذه المخطوطة لا تزال محتفظ بها في متحف الفاتيكان.لم يبق
الان من هذا الدير الا بعض الحجارة المتناثرة